حضارات.تاريخ سوريا.سوريا الماضي العريق

                               إنها سورية التي لو قلّبت حجارتها لوجدت قلب الحضارة النابض 

حضارات.تاريخ سوريا.سوريا الماضي العريق.

سوريا ام الحضارة

في ترابها أنّى اتجهت، من أول بيت مسكون، وأول حنطة مزروعة في أريحا وسهول حلب، إلى القباب والمسارح، وذكريات القديسين والأئمة وشهداء التوحيد والعدل الإلهي. ففي سورية تشمخ القلاع، وتسخو السهول، ويلتقي الإنسان بأنبل ما أنتج الفكر شعراً ونثراً وآثاراً،

 منها خرج الإسلام الحنيف ليعمَّ الدنيا, ومنها انطلق القديس بولس لنشر المسيحية السمحة في العالم أجمع...فيها بدأ البناء الحجري، وهـندسة العقد والقناطر، وبناء المعابد الكبرى والقلاع، وتحصين أسوار المدن، وهنا تتجلّى روعة مبدعيها ومعماريها عبر التاريخ حيث نستذكر أبولودور الدمشقي الذي بنى روما فجاءت  تحفة الزمان، 

الشرائع القديمة


أما في ميدان التشريع فقد خرجت من سورية أقدم الشرائع وفي طليعتها تشريع آورنمو /2100/ق.م, وتشريع بلالاما, وتشريع حمورابي وهو أكمل التشريعات القديمة وأوسعها.إن سورية هي أول من بنى حضارةً مكتملة في العالم بكل مؤسساتها الحكومية في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد وذلك على يد العموريين, 

فيها كانت أقدم التجارب العلمية والفنية في مدرسة ماري للنحت, وفيها أيضاً أقدم العقائد الروحية والمذاهب الفكرية والقصص الميثولوجية، وأقدم الكنائس المسيحية في سمعان واللوزة وكنائس المدن الميتة (المنسية), كما أن لغة السيد المسيح الآرامية تتكلمها أربع قرى في العالم كله هي (معلولا – جبعدين – بخعة – قلدون)، وهذه القرى الأربع جميعها موجودة في سورية،

الممالك التاريخية

 أما مملكتي ماري وإيبلا فقد محت رقمهما المسمارية كل التوقعات والتكهنات القديمة وأعادت كتابة تاريخ الشرق القديم...

الصناعة وتاريخها

الـســـــوريـــون هـــــم الأوائــــــلكما كان السوريون أول من استعمل النحاس الطري, ثم جمعوا بين النحاس والقصدير واستخرجوا البرونز, فبدأت صناعة التعدين، ثم استعملوا الحديد منذ أواخر الألف الثانية قبل الميلاد، وهم الذين اخترعوا السفن والزجاج، ووضعوا نظام الحساب، واستخدموا العربات، واخترعوا الدواليب، ومهروا في صناعة النسيج، أضف إلى أن دورا اوروبوس كان فيها /14/ معبداً وثنياً لدياناتٍ مختلفة، مما يدلّ على السماحة الدينية في سورية منذ فجر التاريخ وحتى الآن.


العلوم والفلسفة

ولا ننسى أن الكثيرين من رجال العـلم والفلسفة خرجوا من سورية أمثال أبي الفلسفة (طاليس الكنعاني)، ومؤسس الرواقية (زينون الفينيقي)، ومؤسس الأفلاطونية الحديثة (نومينوس الأفامي)، وإلى جانب هؤلاء هناك العديد من الفلاسفة السوريين من مختلف المدارس الفكرية, وكذلك العقائد الدينية خرجت من سورية، أما في مجال الموسيقى فقد صدّرت سورية نحو ثلاثين آلة موسيقية ما بين آلة نفخ وقرع ووتر, وأقدم أغنيةٍ مدونة  جاءت من أوغاريت (1400) ق.م.


ســــــــوريــــة.... حـكــــايـــة لا تنتـهــــيمـن الأبجــديـة الأولـى.... إلـى مـلاحـم الـوجــود ولا نغالي إذ قلنا أن من سورية كانت البداية، ومنها ابتدأت الحكاية، وستستمر إلى لا نهاية، إنها وطن الأبجدية الأولى، واللحن الأول، والمكتبة الأولى، والمحراث الأول، والملحمة الأولى، والمركب الأول، والمرآة الأولى، ودورق الفخار الأول، والسباق الأولمبي الأول، وأطواق الغار الأولى...

 وقد قال عنها المؤرخ الشهير ويل ديورانت: "سورية هي من علّم البشرية كل شيء تقريباً"، كما قال عنها أيضاً الباحث أندريه بارو محافظ اللوفر السابق: "لكلّ إنسانٍ متمدّن في العالم وطنان، وطنه الأصليّ الأمّ وسورية"...فـسورية كانت وستبقى حكاية الوجود الأولى التي لا تنتهي...مـفــــارقــــة بيـــن الـمــاضـي والـحـــاضـر
سوريا حضارة لا تنتهي




 


2 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم